لم أجد غير الكتابة لتضميد الجراح ، فهى دواء من لا دواء له ، ونافذة يستنشق منها الانسان هواء الحياة الطلق ، فيصرخ من دون أن يسمعه أحد ، ويبعث بالكلمات من دون أن يعاتبه أحد ، ليبوح بمكنونات نفسه ، فالكتابة رئة ثالثة لمن خنقتهم الايام وأحاطت بهم الآلام ، فهى كالطبيب الذلى تلجأ إليه حين تضيق بك الحياة ، وتسد فى وجهك الأبواب ، ويفارقك الأحباب فتفح لك بياض اوراقها الشفاف ، لتلقي فيه بمدادك الأسود ما بداخلك ، وتدون افكارك ، فتكتب دواوينك بأريحيه مطلقة ، فتغرق بين سطور حروفك حتى الثمالة ، فلا تفيق إلا على ىخر حرف سطرت ، كأنك ولدت من جديد . هى كالغلاف يخفى وراءه كثيرا من المعانى والقصص الواقعية ، فحياة الإنسان حافلة بالمواقف وغنية بالأحداث التى تكفى ان تفرد لها عشرات الصفحات ، وتجلد لها مئات الكتب ، فلقد بحثت عن خير من يكون عونا لك فى أزماتك ، فما وجدت غير القلم صديقا تركن إليه حين تغدر بك الحياة ، وتثقل همومها عليك ، وبحثت أيضا عن أفضل مكان تودع فيه أفكارك وتخزن فيه أسرارك وخواطرك ، وما يثار بداخلك من عواطف واحاسيس ، فما وجدت أكثر خيرا من الاوراق تحفظ فيها أرشيف ذكرياتك وسيرة حياتك .
فالكتابه صراخ صامت ، وخيال واسع ومملكة لا تحدها بدايات ولا نهايات لأنها تنبع من داخل الانسان الذى لا تحده أعماق ولا تسعه مساحات ، فهو اللغز الاعظم الذى لا تفسير له ولا سيطرة عليه .
وحين أمسكت القلم لأكتب ما يجول فى خاطرى ، وما يتدفق من نبعي الداخلي ، لم أجد ما أكتبه ، فما ينتابني من شعور ويراودني من أفكار لم أجد له معنى يحيط به ، فلا يمكن أن تجسده الكلمات أو بليغ العبارات ، حتى جف مداد القلم الاسود من برودة الانتظار ......إلخ
تلك مقدمة كتاب ترانيم محب لمؤلفه على الصاوي
صاحب القلم المبدع مرهف الحس وخيال واسع بكلمات بسيطة معبره
قسم الكتاب الى مجموعة قصص قصيرة أخذتنى فى جو من العشق والخوف لما تحمله من معانى جميلة ومشاعر الحب الصادق والخوف من لعبه الحب والكذب
وذلك فى مذكرات عاشق التى أبدع فيها بمجموعه قصص بعنوان . امراة مكلومة
فى بلاد الغربيين
فريسة رهان
سنه أولى حب (1)
سنه أولى حب (2)
مملكة الحب
فيروى الكاتب فى فريسه رهان "أعدت نفسها إعدادا جيدا ،كى تظهر فى صورة جميله حسناء ، وذهبت إلى المكان الذى اتفقا عليه وجلست تنتظر كثيرا ، مر الوقت وظل ينزف ولم يات حتى دخل عليها الغروب , فقامت وغادرت المكان تجر خيبه ظنها خلفها ،حتى وصلت إلى بيتها وهاتفته لتعلم سبب عدم مجيئه إليها ، دقت عليه كثيرا فرد عليها كأنه لا يعرفها ، فقالت له أنا فلانه لم لم تأت اليوم ؟ هل حدث مكروه لك ؟ وكان رده مفاجأة نزلت عليها كالصاعقة ، ضحك طويلا وقال لها بكل وقاحه ما حدث كان تحديا بينى وبين صديقي ان اوقعك فى شباك الحب واواعدك ، على ان يلتزم معى برهان ..والآن قد ربحت "".