الوعد الصادق عضو فضى
عدد المساهمات : 467 متغير : 1 تاريخ التسجيل : 04/12/2010 العمر : 46
| موضوع: نمـلة أنقذت أمـة .. فمـن ينقذ أمتنا الخميس 16 فبراير - 15:28 | |
| نمـلة أنقذت أمـة .. فمـن ينقذ أمتنا
يقول الله تعالى : (( حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون )) النمل18
ماذا فعلت النملة ؟ فعلت النملة أحد عشر شيئاً لكي تنقذ أمتها .. النملة لم تشجب ، ولم تستنكر ، ولكنها كانت إيجابية .. فتحركت وفعلت الآتي : 1- نادت يا .. 2- ونادت أي .. 3- ونبهت ها .. 4- وسمت النمل .. 5- وأمرت ادخلوا .. 6- وحددت مساكنكم .. 7- وحذرت لايحطمنكم .. 8- وخصت سليمان .. 9- وعمت وجنوده .. 10- وأشارت وهم ..
والتمست العذر : لايشعرون .. تقرير النملة : ومن هنا نستنبط هذه الأشياء :
أولاً : النملة حملت الهم فسعت لإنقاذ أمة النمل ! وحمل الهم يستدعي التحرك لإنقاذ الأمة والعمل للإسلام .
ثانياً
: أنذرت النملة باقي أمم النمل بالخطر القادم عليهم قبل وقوعه ، ولم تنتظر حتى يأتي العدو .
ثالثاً : أدركت خطورة المسئولية وأهميتها .
رابعاً
: أنقذت النملة بهذا أمة النمل من الهلاك .
خامساً
: قدمت كل ماتملك لأمتها !! فماذا قدمنا لديننا ؟
سادساً
: ضحت النملة بنفسها في سبيل المملكة والرعية حيث ينزل جيش سليمان من قمة الجبل إلى الوادي ، ولن يرى هذه النملة ، وكأنها تقول ليس المهم أن أموت ، ولكن المهم أن يعيش الباقي في عزة ، ولم تقل : نفسي نفسي مصلحتي ومصلحة عيالي .
سابعاً
: لم تهرب النملة بعد الإحساس بالخطر ، وهي الوحيدة من بين النمل التي شعرت بالخطر ، ولاحظته من بعيد .
لم تقل (( لاقِبل لنا بجيش سليمان ..تفضل ياسليمان اقتل ماتقتل .. واسجن ماتسجن ..اعف عما تعفو عنه )).
عندها صبر وجلد وجدية وقوة تحمل ، علمت النملة أنه لاحياة لها ولانجاة لها بدون نجاة أمتها ، فالنملة جزء لايتجزأ من أمة النمل ، وهذا هو سر تسمية السورة باسم سورة النمل ، وليس سورة النملة ، بخلاف سورة البقرة لم يقل سورة البقر ، لأن البقرة يمكن أن تعيش وحدها ، وكذلك سورة العنكبوت فإنك نادراً ماتجد عنكبين معاً ، وكذلك سورة الفيل لم يقل سورة الفيلة ، لأن الفيل ممكن يعيش بمفرده ، فالنملة لاتعيش إلا في حياة النمل .
ثامناً : لم تقل ماذا أفعل بمفردي أمام هذه القوة ؟ كما نقول نحن الآن
تاسعاً
: كانت حريصة على الخير لأمتها كحرصها على الخير لنفسها ، فعن معاذ بن جبل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم / عن أفضل الإيمان قال : {{ أن تحب لله ، وتبغض لله ، وتُعمل لسانك في ذكر الله}}
، قال : ثم ماذا يارسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، قال : {{ وأن تحب للناس ماتحب لنفسك وتكره لهم ماتكره لنفسك }} . النملة عضو في جسد ولاحياة للعضو إذا انفصل عن الجسد .
عاشراً : كانت ثمرة صدق الدعوة أن استجاب النمل لها ولم يقل : من أنت ؟ ماذا تقولين ؟ ولماذا أنت بالذات ؟ ولم تعترض نملة واحدة عليها ، أو تتهمها بحب الظهور ... إلى غير ذلك مما فعلته الأمم من البشر مع رسلها ، وهم يحذرونهم خطراً أعظم بكثير من خطر سليمان وجنوده !! إحدى عشرة : أنصفت الخصم ، والتمست له العذر ، ولم تتهمه بالاعتداء على المملكة ، فقالت : (( لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون )) .
وهنا سؤال : لماذا قالت النملة : ادخلوا مساكنكم ولم تقل دياركم أو بيوتكم ، مع أن القرآن ذكر في سورة النحل ، آية 68 : (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ... )) .
وفي سورة العنكبوت ، آية 41 : (( كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ... )) .
الإجابة : أن النملة قدرت ما أثارت من ذعر في نفوس النمل ، إذ فعلت فيهم فعل صافرة إنذار انطلقت في أعقاب غارة من الغارات ، وأن النمل بات في أمس الحاجة إلى ما يُهدىء من ثائرته ، وما يُسكن روعته ، فكان اختيار (( مساكن )) أنسب من بيوت ، لما توحي به من سكن وسكينة ، أصبحا مطلب النمل الأول في هذا المقام ، ولذلك يقول ربنا : (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها .. )) الروم : 21 يقول الله : (( لتسكنوا إليها )) .. وليس لتبيتوا عندها . (( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً )) غافر 61
| |
|