خلوة .. مريـــــــرة

خلوت بي مرة .. بعد انشغال عني دام فترة
من الآلام والأحزان والأحداث..
وتذكرت كل ما مرر حياتي وغيَّر لونها..
فجعلها متشحة بالسواد من فرط ما أصابني في أحلامي ورغباتي التي لم يعرفها يوماً أحد غيري..
ونسيت يومها ..
أن أتذكر أياماً كانت بالسعادة تمتلئ ...
ولأنني فعلت هذا ..
فقد استيقظت من نومي بعدها لأجد مَن حولي ينظرون إليّ والحزن يملؤهم ويبحثون لي عن طبيب..
وأنا لا أعرف ما الذي حدث لي ...
غير أني أعاني من صداع شديد يكسر عظام رأسي ...
وبعد محاولات استجبت لهم بالذهاب للطبيب..
فلما رآني قال لي : ما أصابك .. ؟؟
أظن أنه بسبب الحزن والألم ..
فما الذي أحزنك ...؟؟
فقلت له ــ وكنت مازلت أجهل ما أصابني ــ:
بل قل لي يا طبيب .. ما الذي لم يحزنك ؟؟
فقال لي : ليس بالدواء وحده ستشفى ..
ولكن ..
لا تكرر خلوة للماضي أتت لك بالداء ..

فقلت : لِمَ كل هذا يا طبيب .. ؟؟
قال : انظر في المرآة ..
فوجدت عصيان نصف وجهي لي.. بالكف عن الحركة وإطاعة أوامري..
فعلمت أنه .. لم يتحمل ذكريات مرت بي أثناء خلوتي ..
فقررت أن لا أختلي بذكريات الأسى مرة أخرى ..
وأن لا أترك لأحدٍ أن ينال من نفسي حزن بفعله ..
والكل عندي سواء في رد فعلي ولن أستثنى..
ومن يومها...
لم أصمت لأحد بسوء فعله قصد أم لم يقصد..
وأصبح لا يعنيني وجهة نظرهم عن تغير شخصيتي ...
بل أقول لنفسي فليغيروا هم أفعالهم
وينتبهوا لما قد يصيبهم مني..
ولردة فعلي لهم ..
فلن أدع أحداً ينال من نفسي وجسمي مرة أخري ..

ثم مرت الايام والسنون ...
تجنبت خلالها .. كثير من الخلوات ..
ولكن ليس خوفا منها او هربا من يدها التى امتدت فى السابق على وجهى ..
ولكنى .. تعلمت .. الدرس
فقد اخرجت من كراس حياتى كل ماهو جميل .. والمفاجأة فقد وجدته كثير ..
وعلقت على جدران ايامى كل ماهو بالحسن والجمال ممتلىء ..
وكتبت فوق ذكريات الود والسعادة ..
اللهم لك الحمد ..
وسطرت تحتها ..
( اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل .. واعوذ من الجبن والبخل .. واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )

منقول