(( القلاع الناكس أو المتكرر، وهو عبارة عن تقرحات سطحية بيضاء مُحاطة بهالة حمراء، وهي مؤلمة تدوم أسبوعاً إلى أسبوعين، ثم تزول تدريجياً وعفوياً، فالقلاع مرضٌ مزمن معاود يتميز بظهور بقع صغيرة بيضاء مؤلمة مُحاطة بهالة احمرارية تستمر أياماً قد تطول، ولكن مصيرها إلى الزوال ثم المعاودة، وغالباً ما تختلف نسبة المعاودة من مريض لآخر، ومن وضع لآخر، أي أنها تزداد حدة ونكوساً عند الاضطرابات الهضمية، وضعف المقاومة، والقلق، والرضوض الموضعية، وتناول المأكولات الفجة (المعلبة) وقد يتلو القلاع تناول بعض الأدوية، مثل المسكنات ومضادات الروماتيزم، فإن تبين أن أحد هذه الأسباب هو المسئول عن معاودة القلاع فيجب تجنبه وإيجاد الحل له، وبذلك إما أن يختفي القلاع أو على الأقل تقل نسبة النكس والمعاودة.
وعلاجها يكون بتجنب الأسباب المعروفة المتفاوتة من شخص لآخر، وباستعمال المطهرات الموضعية في الفم مثل المضمضة بمحلول (ماوث ووش)، وأحياناً قد يحتاج العلاج بالكورتيزون الموضعي أو الداخلي إن كانت الحالة شديدة، ولكن لا يتم هذا العلاج بالكورتيزون إلا عن طريق الطبيب.
ومن الأمور الهامة في العلاج، والتي تقلل من نكس المرض أو تخفف من حدته أنه يجب تحسين نوعية الغذاء، ورفع المقاومة، وأحياناً يلجأ إلى المخدر الموضعي لو كانت القرحات مؤلمة بشدة، وهناك مستحضر (ميبو) الذي قد يسرع عملية الاندمال أو مستحضر سيلكوسيريل الفموي، ولك أن تختاري المتوفر في أسواقكم، والذي تستفيدين عليه، ومن المهم تحري العوامل المشتركة في النكس لعلاجها أو تجنبها، كما وينصح البعض بتناول فيتامين (ب) المركب أو حتى مجموعة فيتامينات منها الباء وفيتامين (سي)، وإن اجتماع عدة آفات بوقتٍ واحد قد يدل على شدة المرض.
ويجب التنويه إلى أن ظهور تقرحات مشابهة للقلاع على العين أو الأعضاء التناسلية يوحي بمرض خلوصي بهجت.
وأهم نقطة في العلاج الوقائي هي تحسين المناعة عن طريق الغذاء والرياضة والراحة النفسية، وتجنب الرضوض الموضعية، وأما العلاج للمرض فأهمه الوقاية من الإنتان، ولنعلم أن هذا المرض هو ليس خطيراً ولا معدياً ولكنه مزعج. ))
وأما العلاج الدائم فلا يوجد إلى الآن، ولكن إن كانت أسبابه عارضة عندها يكون له علاج نهائي، وإن لم تكن عارضة فليس له علاج دائم، وعلى الغالب القلاع الناكس يستمر لفترة طويلة، وقليل هي الحالات التي توقف نكس المرض فيها، ولكن قد يمكن التحكم في عدد الهجمات أو في شدتها أي أن يأتي مرتين في السنة بدل ست مرات، وأن يكون أحادي بدل أن يكون متعدداً، وأن يزول بأقل ألم وإزعاج بدل من الاستمرار المؤلم والمنغص للحياة.
وبالله التوفيق.